تتابع رابطة الصحفيين السوريين بقلق بالغ التصعيد الخطير الذي شهدته محافظة السويداء خلال الأيام الأخيرة، والذي أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين والعناصر الأمنية، وسط أجواء من التوتر والعنف غير المقبول.

وإذ تعبّر الرابطة عن ألمها العميق إزاء ما جرى من اعتداءات وانتهاكات بحق المدنيين، من اقتحام منازل وترويع للسكان واعتقالات تعسفية وإهانة للكرامة الإنسانية، والتحشيد الطائفي. فإنها تؤكد أن هذه الأفعال المشينة لا تمت بصلة لقيم الثورة السورية، التي قامت دفاعاً عن الحرية والكرامة والعدالة،.

كما تدين الرابطة بشكل واضح استهداف عناصر القوى الأمنية التابعة للدولة، سواء بالكمائن أو الهجمات المسلحة أو التمثيل بالجثث أو حملات التشهير العلنية، وتؤكد أن العنف ضد أي مواطن سوري، مدنياً كان أم عسكرياً، لا يخدم إلا الفوضى ويهدد السلم الأهلي، ويُخرج الأحداث عن مسارها الوطني.

إن رابطة الصحفيين السوريين تدعو الدولة السورية إلى القيام بمسؤولياتها في بسط الأمن على كل الجغرافية السورية وتطالبها إجراء تحقيق شفاف ومحايد حول جميع الانتهاكات المرتكبة، سواء بحق المدنيين أو العسكريين، ومحاسبة المتورطين أياً كانت انتماءاتهم.

كما تدين الرابطة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي تمسّ السيادة السورية وتزيد من تعقيد المشهد الداخلي، وتهدّد المدنيين، وتدفع بالمنطقة كلها نحو مزيد من التوتر.

وإذ تؤكد الرابطة ضرورة حماية الصحفيين وعدم استهدافهم فإنها في الوقت ذاته تهيب بكافة الصحفيين والعاملين في الحقل الإعلامي إلى الالتزام التام بميثاق الشرف الصحفي، وتحمّل مسؤولياتهم المهنية في هذه المرحلة الحساسة، من خلال تغطية دقيقة وحيادية تراعي أخلاقيات المهنة، وتبتعد عن خطاب الكراهية والتحريض والتجييش، حرصًا على دور الصحافة في التهدئة وبناء الوعي، لا في تأجيج الانقسامات.

إن رابطة الصحفيين السوريين، وإذ تؤكد على أن الحفاظ على السلم الأهلي والنسيج الوطني السوري مسؤولية جماعية، فإنها تدعو إلى تغليب لغة الحوار والحكمة، والابتعاد عن العنف، وترسيخ مبادئ المحاسبة وسيادة القانون والعدالة، بما يليق بتضحيات السوريين وآمالهم في مستقبل حر وآمن.