تمر الذكرى الثانية عشرة لخروج الشعب السوري بكل شجاعة في مظاهرات سلمية على النظام الحاكم رفضاً للاستبداد وسياسات الإخضاع للذل والقمع، مطالباً بحقوق الإنسان وحرية التعبير، والإصلاح السياسي ومحاسبة أركان الفساد في سوريا، إلا إن هذه المطالبات السلمية جوبهت من قبل نظام بشار الأسد بالعنف والقمع الشديدين، مستعيناً بداعميه بمن فيهم إيران وروسيا، فاعتقل وعذب مئات الالاف (أكثر من ربع مليون مدني)، ومنهم من مات تحت التعذيب، ووسط صمت مخز من المجتمع الدولي تمادت بسببه السلطات الحاكمة في دمشق، فقصفت المدن على رؤوس أهلها العزل، واستخدمت الترسانة الكيماوية ضد الشعب السوري دون أي مساءلة.

ورغم هذا الدمار والتدمير للبلاد، وتوريط الشعب السوري في صراع دموي، استمر بزج السوريين في صراعات خارجية، دون وازع أخلاقي مسؤول، فأيد هذا النظام الاعتداء الروسي السافر على دولة أوكرانيا التي أرادت كبلد ديموقراطي تقرير مصيرها وعلاقاتها وتحالفاتها بنفسها.

نحن في رابطة الصحفيين السوريين، نجدد الفرصة للتذكير بمعاناة الشعب السوري المهجر خاصة بعد كارثة الزلازل المدمرة التي نتج عنها أكثر من 10 ألاف ضحية مدنية معظمهم ناجون من نظام الأسد.

ونطالب بحماية الصحفيين وأصحاب الرأي، في كافة المناطق، وعدم تعريض حرياتهم أو حياتهم للخطر، والبحث في ضمانات جدية ملزمة لكافة الأطراف، من أجل ضمان حرية التعبير وعدم انتهاكها أو المساس بها.

ونحث المجتمع الدولي على الوفاء بمسؤولياته والوفاء بالتعهدات تجاه حرية الشعوب، مشددين على أهمية البيان الرباعي المشترك الذي أصدرته فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة الرافض لتطبيع العلاقات مع نظام الأسد، كما نطالب بجدية العمل لإطلاق سراح عشرات آلاف المعتقلين المدنيين السوريين وغير السوريين من أصحاب الرأي والصحفيين والكتاب والفنانين والناشطين والحقوقيين وغيرهم، والكشف عن مصير المختفين قسراً.