رابطة الصحفيين السوريين تؤكد في اليوم العالمي لحرية الصحافة تضامنها مع الصحفيين في اليمن وفلسطين
في ندوة دولية احتضنتها العاصمة البلجيكية بروكسل بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، رفعت أصوات من فلسطين وسوريا واليمن تطالب بوقف استهداف الصحفيين في مناطق النزاع. جاءت الندوة بعنوان “أوقفوا قتل الصحفيين في مناطق الحرب الأكثر دموية في العالم: فلسطين، سوريا، اليمن”، بدعوة من الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد صحفيي غرب آسيا، وشارك فيها عدد من أبرز قيادات الصحفيين في العالم العربي.
مزن مرشد: من المنفى إلى دمشق… الصحافة الحرة تعود إلى وطنها
وفي كلمة مؤثرة ألقتها باسم الصحفيين السوريين، قالت مزن مرشد، رئيسة رابطة الصحفيين السوريين:
“نقف اليوم باسم مئات الزملاء الذين دفعوا أرواحهم أو حريتهم ثمناً للحقيقة. نظام الأسد وحده مسؤول عن أكثر من 90% من الانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها الصحفيون في سوريا، من قتل وتعذيب وتغييب قسري.”

وأضافت مرشد أن هذا اليوم يمثل محطة تحول في تاريخ الصحافة السورية، حيث عبّرت عن فرحة السوريين بزوال النظام المجرم وعودة الكثير من الصحفيين إلى وطنهم، لافتة إلى أن الرابطة افتتحت أول مكتب لها في العاصمة دمشق، بعد يوم واحد فقط من تاريخ سقوط النظام في 8 ديسمبر، بدعم من الاتحاد الدولي للصحفيين.
وتابعت:
“اليوم، ولأول مرة منذ أكثر من 13 عامًا، نحيي اليوم العالمي لحرية الصحافة على أرض دمشق. لم نعد فقط نحلم بسوريا الحرة، بل بدأنا نمارس الصحافة الحرة على ترابها.”

وأكدت مرشد أن الرابطة تسعى للعمل مع مؤسسات الإعلام السوري، المستقلة والرسمية، من أجل تنظيم القطاع الإعلامي بشكل تشاركي، يقود نحو إصدار قوانين جديدة تحمي حرية الصحافة وتلغي القيود المفروضة على حرية التعبير بشكل كامل لافتة إلى أن يوم الثامن من كانون الأول ديسمبر كان انطلاقة للإعلام السوري من جديد.
وجددت مرشد تضامنها ووقوف الصحفيين السوريين مع زملائهم في كل من فلسطين واليمن وحقهم بالحصول على حماية أثناء ممارسة عملهم الصحفي ومحاسبة مرتكبي الجرائم ضدهم.
دعم دولي واسع وتضامن عربي
شهدت الندوة حضور شخصيات دولية بارزة، من بينهم دومينيك برادالي، رئيسة الاتحاد الدولي للصحفيين، التي شددت على أن “الدفاع عن الصحفيين في مناطق الحرب لم يعد خياراً، بل واجباً إنسانياً وأخلاقياً”، مؤكدة دعم الاتحاد الكامل للرابطة ومساعيها نحو بناء صحافة حرة في سوريا الجديدة.

من جهته، قال ناصر أبو بكر، نائب رئيسة الاتحاد الدولي ورئيس نقابة الصحفيين الفلسطينيين:
“الصحفيون الفلسطينيون يُستهدفون لأنهم ينقلون الحقيقة. نحن بحاجة إلى حماية دولية حقيقية لهؤلاء الذين يحملون الكاميرا وسط الدمار.”

وأكد عضوان الأحمري، رئيس اتحاد صحفيي غرب آسيا ورئيس هيئة الصحفيين السعوديين، أن الجرائم ضد الصحفيين باتت تُرتكب بشكل ممنهج، قائلاً:
“ما نشهده من استهداف للصحفيين في مناطق النزاع هو جريمة مستمرة ضد الشهود على الحقيقة. نحن لا نطالب بحماية رمزية فقط، بل بإجراءات دولية ملزمة تجرّم استهداف الإعلاميين وتكفل محاسبة مرتكبي هذه الجرائم في المحاكم الدولية.”

كما دعا الأحمري إلى تأسيس مرصد إقليمي لحماية الصحفيين، يتابع الانتهاكات ويوثقها، ويشكل أداة ضغط دائمة على المجتمع الدولي.
فيما عبّر نبيل الأسيدي، الأمين الفخري لنقابة الصحفيين اليمنيين، عن الظروف القاسية التي يواجهها الصحفيون في اليمن، قائلاً:
“نقاوم بالكلمة وسط الخراب. هناك من يواصل حمل القلم والكاميرا رغم غياب الدولة وسطوة السلاح.”

ختامها رسالة: لا حرية لشعوب بلا حرية للصحفيين
انتهت الندوة برسالة موحدة من جميع المشاركين تؤكد أن حرية الصحافة ليست ترفًا، بل شرط أساسي لأي تحول ديمقراطي حقيقي، وأن دعم الصحفيين هو دعم لحقوق الإنسان وحرية التعبير حول العالم.