الرابطة: دعوة الاتحاد للقاء إعلامي سخرية مؤلمة من دماء شهدائنا الأبرار وتضحيات الصحفيين السوريين
في الوقت الذي لا تزال فيه سوريا تعاني من آثار الكارثة الإنسانية الكبرى التي خلّفها نظام القمع والاستبداد، يفاجئنا اتحاد الصحفيين التابع للنظام بدعوة لحضور ما أسماه “لقاءاً إعلامياً” تحت عنوان “انتصار الثورة السورية والمسؤولية الإعلامية”، والمزمع عقده يوم الاثنين الموافق الثلاثين من كانون الأول الجاري.
إن هذه الخطوة لا يمكن وصفها إلا بأنها سخرية مؤلمة من دماء شهدائنا الأبرار وتضحيات الصحفيين السوريين الذين دفعوا حياتهم وحريتهم ثمناً لنقل الحقيقة والدفاع عن قيم الثورة والحرية. كما أنها تعكس تجاوزاً فاضحاً لكل القيم الأخلاقية والمهنية التي يُفترض أن يتحلى بها الصحفيون والمؤسسات الإعلامية.
إن اتحاد الصحفيين التابع للنظام لم يكن يوماً إلا أداة في يد النظام، يُستخدم لتبرير جرائمه وترويج دعايته، وهو ما وثّقه المركز السوري للحريات في رابطة الصحفيين السوريين بالأدلة. ولا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبار الاتحاد ممثلاً حقيقياً للصحفيين السوريين. بل على العكس، ففي الوقت الذي كانت تتحرر فيه سوريا، استغل رئيس الاتحاد انشغال السوريين وسافر من دمشق إلى القاهرة لحضور مؤتمر نقابة الصحفيين المصريين، في محاولة لتأكيد شرعية النظام البائد وتمسكه بهذه المؤسسة التي لم تكلف نفسها عناء دعوة الصحفيين الأحرار، ومن بينهم رابطة الصحفيين السوريين، للشراكة والعودة، رغم اتصال الرابطة بها وتأكيدها على ضرورة حماية جميع الصحفيين في سوريا.

وفي ضوء هذه الخطوة، واستناداً إلى النظام الأساسي لاتحاد الصحفيين، الذي ينص في مادته الثالثة على التزامه بـ”أهداف الأمة العربية في الوحدة والحرية والاشتراكية” وفق مقررات حزب البعث العربي الاشتراكي، وكذلك مادته الخامسة التي تؤكد على جعل الإعلام وسيلة لتعزيز الفكر القومي الاشتراكي، فإننا في رابطة الصحفيين السوريين ندعو السيد رئيس الحكومة، محمد البشير، إلى اتخاذ قرار بحل اتحاد الصحفيين، باعتباره جزءاً من منظومة الاستبداد والفساد التي يجب إسقاطها بشكل كامل لتحقيق العدالة والحرية للشعب السوري.
إن المرحلة الحالية التي تشهد تطورات تاريخية، لا سيما بعد قرار تجميد حزب البعث العربي الاشتراكي نفسه وأعماله، تتطلب حل جميع المؤسسات المرتبطة به، وعلى رأسها اتحاد الصحفيين السوريين. وعليه، فإن حل الاتحاد بات مطلباً ملحاً لكل الصحفيين الأحرار، خصوصاً في رابطة الصحفيين السوريين، التي تتعهد بتقديم خطة عمل لتطوير قطاع الإعلام وتنظيم العمل النقابي في سوريا، بالتعاون مع الهيئات الإعلامية الأخرى، بما ينسجم مع ميثاق شرف الإعلاميين السوريين، وبما يضمن استقلالية الإعلام ويقوده نحو الحرية والمسؤولية.