تبارك رابطة الصحفيين السوريين لشعبنا السوري العظيم إسقاط النظام البائد وانتهاء عقود من الاستبداد والقمع، وتحقيق خطوة جديدة نحو الحرية والكرامة التي طالما ناضل من أجلها شعبنا بكل أطيافه.
إننا في رابطة الصحفيين السوريين، إذ نستحضر تضحيات أبناء وبنات سوريا الذين دفعوا أثماناً غالية من أجل التحرر من نظام الأسد، نؤكد على أن حرية الصحافة والتعبير هي حجر الزاوية في بناء سوريا الجديدة، سوريا التي تسودها العدالة والشفافية واحترام حقوق الإنسان.
وفي هذه اللحظة الفارقة، لا يمكننا إلا أن نستذكر زملاءنا الصحفيين الذين كانوا في طليعة النضال من أجل إيصال الحقيقة وكشف الانتهاكات التي تعرض لها شعبنا، والذين دفع كثير منهم حياتهم أو حريتهم ثمناً لذلك.
وإذ نحتفي بالحرية، نؤكد أن تحرير سوريا لن يكتمل إلا بكشف مصير جميع الصحفيين المفقودين والمختفين قسراً، وضمان محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي طالتهم وكلنا أمل أن تسعى القيادة الجديدة في سوريا وكافة الجهات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني ولاسيما تلك المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان لبذل كل الجهود الممكنة للكشف عن مصير زملائنا المفقودين والمختفين قسراً من سوريين وعرب وأجانب.

كما نعلن بكل فخر أن رابطة الصحفيين السوريين، التي لطالما كانت صوتاً لكل الصحفيين والصحفيات الذين رفضوا القمع والاستبداد خارج الوطن وداخله، وتضم في صفوفها أكثر من خمسمائة عضو من مختلف المحافظات السورية ومختلف الانتماءات الهوياتية والتي نجحت في نيل عضوية الفيدرالية الدولية للصحفيين ،أصبحت اليوم موجودة في قلب العاصمة دمشق، لتكون أقرب إلى زملائنا الصحفيين على الأرض، وتعمل على توسيع نشاطها ليشمل جميع المحافظات السورية. بهدف دعم الصحفيين السوريين وتأمين بيئة آمنة لعملهم في جميع أنحاء سوريا.
وإذ تفتح الرابطة ذراعيها لكل الزميلات والزملاء للانضمام إليها، تؤكد في الوقت نفسه دعمها المطلق لحقهم/ن في ممارسة العمل بكل حريّة سواء كانوا أعضاء فيها أو لا.
وفي هذا الإطار وطالما أن الوقت اليوم هو وقت العمل معاً، وجميعاً، من أجل سوريا التي حلمنا بها لكل السوريين والسوريات بلا أي إقصاء أو استثناء في جميع القطاعات وعلى رأسها قطاع الإعلام فإننا نرحب بجهود كل الزميلات والزملاء للإسهام في بناء قطاع الإعلام ملتزمين الأخلاق المهنيّة، ونستنكر أي استهداف لأي زميل/ة أيّا تكن الوسائل الإعلامية التي عمل/ت معها سابقاً، ولتظل المحاسبة على أي انتهاك حكراً على آليات مهنية وقانونيّة واضحة وشفّافة.
كما نرى أن تطوير الخطاب الإعلامي في الوطن يستدعي أن تقوم الحكومة الجديدة بدعوة الصحفيين المهنيين ممن تشهد لهم سيرتهم بالإيمان بالحريات وقيم العدل والسلام داخل سوريا وخارجها كي يساهموا في إدارة المؤسسات الإعلامية القائمة والتي تعود ملكيتها في النهاية للشعب السوري.
ختاماً، تدعو رابطة الصحفيين السوريين جميع أبناء الشعب السوري إلى التكاتف من أجل بناء دولة تحترم حرية الصحافة وتضمن حقوق الجميع بلا استثناء. كما نؤكد التزامنا الدائم بالدفاع عن حقوق الصحفيين ودعم مسيرتهم في إيصال صوت الحق إلى العالم أجمع.