أصدرت رابطة الصحفيين السوريين تقريرها السنوي الذي يرصد الانتهاكات ضد الإعلام في سوريا خلال عام 2023، تزامناً مع ذكرى تأسيسها في العشرين من شباط 2012.

ووثق المركز السوري للحريات الصحفية في الرابطة 35 انتهاكاً ضد الإعلام ليرتفع عدد الانتهاكات التي وثقها المركز منذ آذار 2011 إلى 1511انتهاكاً.

ويظهر التقرير أن عام 2023 لم يختلف عن سابقيه من جهة الخطر الذي يحدق بالصحفيين أثناء عملهم على تغطية الأحداث في سوريا، التي جاءت كالعادة في مؤخرة التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي تصدره منظمة مراسلون بلا حدود كل عام، إذ جاءت سوريا في ذيل الترتيب ضمن قائمة البلدان العشر الأكثر خطورة على الصحفيين بحصولها على المركز 175 من أصل 180 بلداً.

وفي التفاصيل أظهر التقرير تصدر المعارضة السورية قائمة الجهات المسؤولة عن ارتكاب الانتهاكات خلال عام 2023، وذلك بمسؤوليتها عن ارتكاب 12 انتهاكاً، من مجموع انتهاكات العام الماضي 35 انتهاكاً، بينما واصل النظام السوري واصل كعادته ارتكاب الانتهاكات ضد الإعلاميين في عام 2023، ليحل في المركز الثاني بمسؤوليته عن ارتكاب 7 انتهاكات، من بينها الأشد فتكاً بالصحفيين إذ كان مسؤولاً عن مقتل إعلاميين اثنين. وجاءت هيئة تحرير الشام ثالثاً بمسؤوليتها عن ارتكاب 5 انتهاكات، وهو نفس العدد الذي ارتكبته السلطات التركية بحق الإعلاميين السوريين خلال العام الماضي.

بينما جاءت قوات حزب الاتحاد الديمقراطيPYD  في المركز الرابع في قائمة الجهات المنتهِكة بمسؤوليتها عن 4 انتهاكات، ، في حين لم تُعرف الجهات المسؤولة عن ارتكاب انتهاكين اثنين.

النظام السوري في صدارة منتهكي الحريات الإعلامية منذ عام 2011

وفي الحصيلة النهائية بقي النظام السوري متصدراً لقائمة الجهات المسؤولة عن الانتهاكات ضد الإعلام في سوريا، منذ عام 2011 حتى نهاية عام 2023، وذلك بمسؤوليته عن ارتكاب 629 انتهاكاً، من مجموع الانتهاكات الكلي  1511 انتهاكاً، بينما حلّ حزب الاتحاد الديمقراطي PYD   ثانياً بمسؤوليته عن 165 انتهاكاً.

كما وجاءت هيئة تحرير الشام ثالثاً بارتكابها 153 انتهاكاً، ويليها تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” بمسؤوليته عن 140 انتهاكاً، تليه المعارضة بـ 137 انتهاكاً، وروسيا بـ64 انتهاكاً.

وبحسب التقرير تنوعت الانتهاكات المرتكبة ضد الإعلام خلال عام 2023، وكان من أبرزها مقتل إعلاميين اثنين وإصابة اثنين آخرين بجروح مختلفة، كما تم توثيق 15 حالة اعتقال واحتجاز، و9 حالات اعتداء بالضرب.

ووفقاً لهذه الأرقام، تعود حالات الاعتقال والاحتجاز إلى المرتبة الأولى من حيث نوع الانتهاكات المرتكبة في عام 2023، وذلك بعد أن كانت نسبة الاعتداء بالضرب أكبر خلال عام 2022.

468 حالات قتل للصحفيين من عام 2011 حتى 2023

مع حصيلة العام 2023   يكون المركز قد وثق في سجلاته مقتل 468 إعلامياً منذ منتصف آذار  عام 2011 حتى نهاية العام الماضي.

وبقي النظام السوري متصدراً لقائمة الجهات المسؤولة عن قتل الإعلاميين، بمسؤوليته عن مقتل 318  إعلامياً من مجموع القتلى الإعلاميين منذ عام 2011، فيما حل تنظيم الدولة “داعش” ثانياً بمسؤوليته عن مقتل 62 إعلامياً، وكانت حصيلة القتلى الإعلاميين على يد القوات الروسية  24 إعلامياً، وقتلت المعارضة السورية 10 إعلاميين، وكان حزب الاتحاد الديمقراطيPYD   مسؤولاً عن مقتل 3 إعلاميين، ومثلهم كانت تحرير الشام مسؤولة عن مقتلهم، فيما كانت القوات التركية مسؤولة عن مقتل إعلامي، في حين لم يُعرف المسؤولون عن مقتل47  إعلامياً.

هذا وتعتبر وتعتبر الأعوام الثلاثة الماضية بما فيها العام 2023_ متطابقة إلى حد كبير في نوعية الانتهاكات المرتكبة وأسبابها، مع فوارق بسيطة في أعداد الانتهاكات، التي بدأت تنخفض تدريجياً خلال السنوات ذاتها، مقارنة بتلك المرتكبة خلال أعوام سابقة بدءاً من عام 2011، إذ شهد عام 2013، الحصيلة الأكبر من الانتهاكات الموثقة بـ229 انتهاكاً.

في 2023: محافظة حلب في مقدمة المناطق التي شهدت انتهاكات

عادت محافظة حلب في شمال غربي سوريا بحسب التقرير إلى صدارة قائمة المناطق الجغرافية التي شهدت وقوع أكبر عدد من الانتهاكات، وذلك بعد أن كانت محافظة الحسكة قد شهدت أكبر عدد من الانتهاكات خلال عامي 2021 و2022.

ووثق المركز السوري للحريات الصحفية خلال العام الماضي وقوع 15 انتهاكاً في محافظة حلب من مجموع الانتهاكات الكلي (35) انتهاكاً.

وجاءت محافظة إدلب ثانياً بـ 6 انتهاكات، والحسكة ثالثاً بـ 3 انتهاكات، فيما وقع انتهاكان في محافظة دمشق وانتهاك واحد في كل من محافظات دير الزور ودرعا وريف دمشق واللاذقية، في حين وثق المركز وقوع 5 انتهاكات ضد صحفييَن سورييَن خارج البلاد، جميعها ارتكبت في تركيا

12 عاماً على تأسيس رابطة الصحفيين السوريين… خطوات عملية لترسيخ حرية الصحافة في البلاد

ويقول إبراهيم حسين مدير المركز السوري للحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين، إن العام الفائت لم يشهد أي تطور إيجابي على صعيد الحريات الإعلامية، ورغم النقص في عدد الانتهاكات المسجلة إلا أن أنه من غير المنطقي أن نعتبر ذلك دليلاً على تحسن مستوى الحريات، ففي مختلف مناطق السيطرة لازالت المعايير التي تحسب على أساسها نسبة احترام الصحافة، في حدودها الدنيا، وبعض المتطلبات لازالت منعدمة مثل تنظيم حق الحصول على المعلومة.

من جانب آخر يشير إبراهيم حسين إلى أنه لابد من لفت الانتباه إلى نقطة شديدة الأهمية، وهي أن العامل الأمني والخوف من القوى المسيطرة يحول أحياناً بيننا وبين الوصول إلى المعلومات الكافية والدقيقة حول بعض الوقائع التي قد تشكل انتهاكات ضد الإعلام وفق معايير مركزنا، ومرد ذلك هو احجام بعض الضحايا أو ذويهم عن التواصل مع مختلف المنظمات الحقوقية المعنية خشية الانتقام، عدا عن وجود العديد من الحالات التي لا تكون فيها بالفعل معلومات عند الأهل، لأن إخفاء الإعلاميين أو احتجازهم أو اعتقالهم يتم بواسطة جهات أو عناصر أمنية قد لا تكون معروفة.

بدورها قالت مزن مرشد رئيسة رابطة الصحفيين السوريين إن النظام السوري وبقية قوى الأمر الواقع المسيطرة على الأراضي السورية يحاولون إسكات أصوات الإعلاميين وكسر أقلام الصحفيين لمجرد أنهم يريدون نشر الحقيقة، ولا يشمل ذلك قتلهم أو اعتقالهم والتضييق عليهم أو إخفائهم قسرياً، بل شمل ذلك للتستر أو حماية الجناة، بل تعدى ذلك لإفلاتهم من العقاب منذ عام ٢٠١١.

وأضافت رئيسة رابطة الصحفيين السوريين أن الرابطة في احتفاليتها بذكرى تأسيسها الثانية عشرة ستظل المدافع الأول عن الصحفيين في البلاد والأمل لحماية حقوق الإنسان.

 كما وتصر الرابطة بحسب الصحفية مرشد على التمسك باستقلاليتها وميثاق شرفها ومعاييرها التوثيقية ومدونتها الأخلاقية لتمكين حرية التعبير في البلاد وضمان حق الوصول إلى المعلومات، ودعم أي وسيلة لقول الحقيقة في وجه السلطة.

أو يمكن تصفحه على موقعنا

التقرير-السنوي-2023