قبل اثني عشر عاماً وتحديداً في العشرين من شباط ٢٠١٢ كانت البداية..بداية مؤسسة كان يراد لها أن تكون مظلة لجميع الصحفيين السوريين.

أكثر من مئة صحفي وصحفية من مختلف المناطق السورية اجتمعوا في فترة مفصلية من تاريخ البلاد حيث يصر السوريون على التغيير وتحقيق مطالبهم بالحرية والعدالة ليكون البيان التالي:

” إن واقع المهن الإعلامية وواقع اتحاد الصحفيين، واحتياجات الصحافيين والإعلاميين السوريين، تدفع نحو ولادة منظمة مهنية ونقابية، تضم العاملين في هذه المهن، وقد جاءت ثورة الحرية والكرامة التي فجرها السوريون في العام 2011، لتجعل من هذه المهمة ضرورة لابد منها في ضوء اصطفاف كثير من الصحافيين الإعلاميين في داخل البلاد وخارجها إلى جانب الثورة وانخراطهم في صفوفها وفعالياتها، والقيام بتغطية وتحليل ما يحيط بالثورة من معطيات وتطورات”.

– هذا البيان تطور ليصوغ مؤسسة نقابية متكاملة بنظام أساسي ومالي وإداري ومدونة سلوك وميثاق شرف يعتمد على محددات مهنية وأخلاقية وصحفية لا تقل عن غيرها من النقابات عربياً ودولياً، وتضم مركز تدريب ومركزاً للحريات الصحفية تعتمد على تقاريره وزارات وهيئات ومؤسسات دولية.

اليوم وبعد اثني عشر عاماً يرى أعضاء رابطة الصحفيين السوريين الذين وصل عددهم لخمسمائة صحفي وصحفية أن المشوار لا يزال طويلاً رغم كم ونوعية الإنجازات التي تحققت، حيث وضعت الرابطة نصب عينها ايضا الدفاع عن الصحفيين وتقديم الخدمات والمساعدات لهم قدر المتاح، بغض النظر اذا كانوا اعضاء ام لا، لأنها تخدم القطاع الاعلامي السوري.

رابطة الصحفيين السوريين.. مصداقية وموثوقية

وتؤكد مزن مرشد رئيسة رابطة الصحفيين السوريين وإحدى المؤسسات أن الرابطة تسير بخطى واثقة وباتت تحظى بمصداقية وموثوقية الجهات الدولية والصحفية على مستوى العالم، واستطاعت رغم الواقع السوري الصعب وضع أرضية مهمة لتنظيم قطاع الإعلام في سوريا بالشراكة مع ميثاق شرف للإعلاميين السوريين الذي كان نتيجة جهود واجتماعات طويلة خاضتها الرابطة مع مؤسسات الإعلام المستقل السورية ليكون بالنهاية بوصلة أساسية لترسيخ الصحافة المهنية والأخلاقية في سوريا.

وتشير مرشد إلى أن الرابطة مرت بفترات وتحديات مفصلية استطاعت فيها ولا تزال تقديم التدريب والاستشارات والدعم للصحفيين والصحفيات السوريين مع تعرضهم للخطر بسبب الانتهاكات المستمرة ضد الإعلام في سوريا، كما استطاعت دعمهم في فترة فيروس كورونا ولاحقاً في الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، لافتة إلى أن الرابطة اليوم تعتبر من المؤسسات الرائدة التي تمكنت من الحفاظ عل اعتراف الدولي بها وانعكست هذه الثقة على أعضائها.

وفي نفس الإطار تبين سهير أومري رئيسة هيئة الرقابة والشفافية الحالية أن رابطة الصحفيين السوريين لم تتقاعس عن ابتكار وتطوير إطار مبادئ ومعايير أخلاقية وسلوكية تلتزم وتسترشد بها في كل الأوقات لتصون ممارسة أعضائها لمهنة الصحافة مستندة على مبادئ الصحافة الأخلاقية العالمية كمورد ثمين يبني احترام الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وبرأيي المدرب والميسر والخبير الإداري الدكتور زيدون الزعبي أن دور رابطة الصحفيين السوريين هو دور محوري لاسيما أنها من الحالات النادرة التي استطاعت تنظيم قطاع الإعلام بشكل ذاتي في حين فشلت قطاعات أخرى من الوصول إلى ما وصلت إليه الرابطة بمعزل عن أي توجيه من السلطة التي قيدت هذا القطاع منذ عام ١٩٦٣، واستطاعت الرابطة بالفعل أن تساهم مساهمة فعالة عبر محورين الأول أنها أصبحت مسؤولة عن حماية الصحفيين وتأهيلهم وتدريبهم، فضلاً عن مساهمتها بالمحور الثاني بإطلاق ميثاق شرف الذي يعنى بتنظيم المحتوى، ما يؤهلها لتكون حجز الزاوية واللاعب الأساسي في مستقبل الإعلام في سوريا.

من جانبه يقول سمير مطر أحد مؤسسي الرابطة ورئيسها السابق، إن رابطة الصحفيين السوريين تشكلت لتكون إلى جانب الصحفيين والصحفيات وتدافع عنهم، وكرد فعل ضد التضليل الإعلامي والإعلام المؤيدة لنظام بشار الأسد الذي تعمد تحريف الحقائق.

ويشير مطر إلى أن رابطة الصحفيين السوريين لم تنشأ لمواجهة النظام السوري من منظور أيديولوجي أو سياسي، وبالطبع ليس من خلال العنف، بل وجدت نفسها تتخذ موقفاً معارضاً للنظام ببساطة لأنها تلتزم بالحقيقة وبمبادئ حقوق الإنسان العالمية، فأهم مبادئها هو الدفاع عن حرية التعبير والالتزام بالحياد والاحترافية الإعلامية بما يتوافق مع أسس حرية الصحافة.

في اتجاه مواز ترى دينا أبو الحسن إحدى المؤسسات والتي شغلت عدة مناصب في الرابطة في هيئة الشفافية والرقابة وفي المكتب التنفيذي، أن الخبرة التراكمية الإدارية والنقابية التي تملكها الرابطة أهلتها لتكون من بين المنظمات الصحفية والنقابية القليلة التي تمتلك مصداقية، لاسيما من خلال التقارير التي تقيم حرية التعبير والرأي والانتهاكات ضد الإعلام في سوريا التي تعتبر جزءاً من نشاطها وسعيها لتعزيز وحماية الحريات العامة في التشريعات والقوانين حالياً وفي سوريا المستقبل.

من جانبه يقول صخر إدريس أمين سر رابطة الصحفيين السوريين وأحد المؤسيسن إن الرابطة وضعت نصب عينها الدفاع عن الصحفيين وتقديم الخدمات والمساعدات لهم قدر المتاح، بغض النظر إذا ما كانوا أعضاء أم لا، لأنها تخدم القطاع الإعلامي السوري.
كما تقوم الرابطة بحسب إدريس بالتواسط لمن يحتاج مع الجهات الدولية ذات الاختصاص لتقديم أي توصيات لمن يحتاج.
هذا بالاضافة إلى أنها أصبحت إحدى المرجعيات والمصادر المهمة للمنظمات الدولية المهتمة بالقطاع الإعلامي السوري، ورغم ذلك دائما نسعى للتطوير المستمر وتحسين الأداء.

على المستوى الإداري والفعاليات يقول المدير التنفيذي للرابطة يدن دراجي إن الرابطة انتقلت من تدريب الصحفيين إلى تدريب منظمات المجتمع المدني السورية كجزء من رؤيتها لترسيخ الصحافة الأخلاقية وإقامة علاقات وشراكات بين هذه المنظمات تساعد في عمليات المناصرة، كما بدأت بتدريب منظمات صحفية محلية سورية على معايير توثيق الانتهاكات ضد الصحفيين، واستطاعت بفعل كواردها المتميزة الوصول إلى مختلف الجغرافيات السورية، بل تحول الكثير من مشاريعها إلى برامج تدريب متكاملة على مستوى عال نظرياً وعملياً.

ويشير دراجي إلى أن الرابطة حسنت من شفافيتها المالية والمحاسبية واستطاعت أن تحوز على ثقة الداعمين ما يوسع من دائرة شركائها الذين يرون فيها منظمة ذات مصداقية وفعالية عالية حققت الكثير على الساحة السورية داخلياً وخارجياً.

في ذات الإطار يؤكد عماد الطواشي نائب رئيس رابطة الصحفيين السوريين أن الرابطة عملت على تطوير عملها وبنتيها التحتية لتنتقل بشكل جدي لتكون مؤسسة سحابية لتستطيع تقديم الدعم لأعضائها والإعلاميين السوريين أينما وجدوا.

ويشير الصحفي عماد الطواشي إلى أن الرابطة تسعى عبر برامجها وورشاتها لتوفير بيئة آمنة للصحفيين السوريين على مستوى إجراءات الأمن والسلامة الخاصة بهم وحمايتهم وحماية مصادر معلوماتهم، كما تساهم عبر مشاريعها في الارتقاء بالمحتوى الإعلامي وتدريب الصحفيين والناشطين الشباب على مختلف المهارات والتقنيات الإعلامية.

هذا وتعتبر رابطة مهنية ديمقراطية مستقلّة تأسّست في 20 شباط/فبراير 2012 ونالت عضوية الاتحاد الدولي للصحفيين في 18 كانون الثاني/يناير 2017.

وتعمل على تمكين حرية التعبير والصحافة في سوريا وتطوير المهارات الصحفية المهنية وبناء القدرات للقطاع الإعلامي بشكل عام ولأعضائها بشكل خاص.