اختتمت رابطة الصحفيين السوريين دورة إعداد وكتابة الأفلام القصيرة التي قدمتها المدربة والإعلامية سهير أومري، ذلك ضمن سلسلة تدريبات مشروع تمكين الذي أطلقته الرابطة مع شركائها بحضور صحفيين وصحفيات داخل وخارج سوريا ومن مناطق جغرافية متنوعة.

المدربة سهير أومري قالت إن “أهمية الدورة أتت من نوعية المتدربين الذين كان لدى العديد منهم خبرة مسبقة بإعداد وكتابة الأفلام القصيرة وشاركوا سابقاً بمهرجانات، لكن ينقصهم الاطلاع على الناحية الأكاديمية لتطوير أدواتهم وهذه القيمة المضافة التي كانوا يبحثون عنها لتفتح أمامهم أبواب المؤسسات الإعلامية والشركات المنتجة التي تنتظر أفلاماً بأفكار وورق قوي وطريقة عرض مختلفة عن المعهود”.

وأكدت أومري “أنه لا يمكن إعداد الإعلامي المتمرس بمجرد حضور دورة بعكس ما يشاع، بل هي عبارة عن مفاتيح تضيء للمتدرب الدرب وتكسبه تقنيات عملية وأكاديمية جديدة.

ولفتت الإعلامية سهير أومري إلى أن الحقيبة التدريبية احتوت على تجارب غنية لكتابة وإعداد الأفلام القصيرة والوثائقية، فضلاً عن إعطاء تدريب لكيفية إنشاء بطاقة وهوية تعريفية لعرض الفيلم القصير وطريقة تقديمه للشركة المنتجة، إضافة إلى إيضاح كيفية كتابة السكربت سواء بنوعيه الفرنسي أو الأمريكي.

وقالت أومري إنه لم تمر أي مشكلة بالدورة لاسيما بما يتعلق بالحضور الافتراضي حيث حققت الغاية والهدف المرجو منها كما وعرضت أفلاماً جرى مناقشتها مع المتدربين الذين أنشأوا مجموعات عمل أنجزوا عبرها مشاريع مهمة.   

بحاجة إلى جائزة سورية للأفلام القصيرة التي
تعتبر صناعة مهمة والمنتصر هو الذي يكتب التاريخ

سهير أومري

في سياق منفصل أشارت الإعلامية سهير أومري إلى أن صناعة الأفلام القصيرة في سوريا لن تتطور إلا بوجود جهات منتجة تنتبه لأهمية هذا المجال الذي يتمتع بميزات كثيرة أهمها أنه سهل الانتشار والتداول والمشاركة بالمهرجانات العالمية فضلاً على أن هذه الأفلام سهلة الترجمة لإيصال رسالة القضية السورية ومعاناة السوريين إلى العالم.

كما ودعت أومري في الوقت نفسه رابطة الصحفيين السوريين إلى إطلاق جائزة للأفلام القصيرة وجلب الدعم لها في ظل وجود قدرات ومواهب كبيرة بين الإعلاميين السوريين الشباب لاسيما أن “المنتصر بحسب رأيها هو الذي يكتب التاريخ وهذه مهمة كبيرة ملقاة على عاتق الإعلاميين لتحقيق نوع من المناصرة والعدالة للمدنيين السوريين الذين عانوا كثيراً وإيجاد أرضية لازدهار هذه الصناعة المهمة”.

مشروع تمكين تحول إلى دبلوم إعلامي من حيث المواد الأكاديمية المقدمة والتدريبات العملية عالية المستوى

من جانبها اعتبرت المتدربة أسماء غنم أن دورة صناعة الأفلام القصيرة من بين أهم الدورات في مشروع تمكين حيث تطرقت لمجموعة أدوات مفتاحية في هذه الصناعة والتركيز على الناحية العملية لافتة إلى أن مشروع تمكين بمجمل دوراته وتطبيقاته العملية وحملة المناصرة التي سيختتم بها فعالياته تحول إلى دبلوم إعلامي متكامل ميزه المدربون الذين اختيروا وفق معايير دقيقة وعالية.

وقالت المتدربة أسماء إن “الشباب السوريين وجدوا أنفسهم فجأة أنهم أصبحوا مواطنين صحفيين وإعلاميين وهذه المشاريع فرصة مهمة لتطوير خبراتهم التي اكتسبوها خلال الأعوام الماضية لاسيما في مجال صناعة الأفلام الوثائقية والقصيرة صاحبة التأثير على شرائح متعددة وهو ما يميزها عن غيرها من الأنواع الصحفية.

بدوره أضاف عبد الحميد حاج محمد الصحفي والمتدرب في مشروع تمكين، أن “دورة كتابة وإعداد الأفلام القصيرة كانت فرصة مهمة خاصة لأولئك الصحفيين الموجودين في داخل سوريا والذين لا يجدون فرصاً كثيرة للتدريب والربط بين الخبرات العلمية والعملية لهذا النوع الصحفي المهم المختلف عن غيره”.

وقال حاج محمد إن “الدورة أعطت دفعاً كبيراً للصحفيين والعاملين في المجتمع المدني على حد سواء وحفزتهم لطرح أفكار جديدة في مجال الأفلام القصيرة لتلامس واقع السوريين وما يعيشون فيه وتناصر قضاياهم بشكل أكثر احترافية عن السابق.

من وجهة نظر المتدرب إبراهيم الشمالي فإن الدورة تحولت إلى ورشة عصف ذهني لكيفية الاختيار الصحيح لفكرة الفيلم القصير بداية وتحديد الجمهور المستهدف مروراً بكتابة السيناريو وصولاً إلى إنتاجه وتحقيق هدف الصحفي في خلق التغيير وتسليط الضوء على الموضوع المختار.

على مستوى مشروع تمكين قال الشمالي إنه “مهم ككل في صقل مهارات الصحفيين الشباب وأعطى دفعة مهمة لهم وكان له دور بتعزيز المهنية وأخلاقيات العمل الصحفي.

كما قدم المشروع بحسب الشمالي من خلال المدربين تقنيات وخبرات مهمة لمواكبة التطور المتلاحق في الصحافة الرقمية والكلاسيكية وتنمية الذائقة الفنية للمتدربين ما سيمكنهم من رواية قصصهم وإنتاج أفلام بشكل إبداعي ومستقل يساعدهم في عملية المناصرة للقضايا التي تهم المجتمع المدني وتحقق بنفس الوقت غايات المشروع في الشراكة والحوار بين الصحفيين والناشطين في مجال المجتمع المدني.