المركز السوري للحريات الصحفية
وثق المركز السوري للحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين خلال شهر كانون الثاني 2021، وقوع 6 انتهاكات ضد الإعلام في سوريا، وذلك بارتفاع عما وثقه المركز خلال كانون الأول من العام الماضي (ثلاثة انتهاكات).
وشكل الهاجس الأمني والمخاطر المحيطة به واستمرار حالات التضييق والضغط على الحريات الإعلامية، سبباً مباشراً للانتهاكات الموثقة خلال الشهر الماضي.
وكانت سلطات النظام السوري مسؤولة عن ارتكاب انتهاكين أحدهما في حلب والآخر في دمشق، كذلك كانت السلطات اللبنانية مسؤولة عن ارتكاب انتهاكين ضد إعلاميين سوريين في مدينة طرابلس شمالي لبنان، فيما كانت قوات سوريا الديمقراطية مسؤولة عن انتهاك واحد ارتكبته في محافظة دير الزور شرقي سوريا، في حين لم تُعرف الجهة المسؤولة عن ارتكاب الانتهاك الأخير في مدينة الباب بريف حلب.
وكان من أبرز ما وثقه المركز إصابة إعلامي إثر محاولة اغتياله، إذ أصيب مراسل تلفزيون سوريا “بهاء الحلبي” بجروح خطيرة إثر إطلاق النار عليه من قبل مسلحين مجهولين ملثمين، حاولوا اغتياله أثناء تواجده أمام منزله في مدينة الباب بريف حلب الشرقي.

ودانت مؤسسات إعلامية وحقوقية جريمة استهداف الإعلامي بهاء الحلبي، وأصدرت رابطة الصحفيين السوريين بياناً بتاريخ 7/1/2021، نددت هذه الجريمة النكراء، ودعت كل الزملاء الإعلاميين إلى اتخاذ كافة تدابير الحيطة والحذر حفاظاً على حياتهم وأمنهم الشخصي أثناء متابعة عملهم وواجبهم.
وقال البيان: إنه “وفي الوقت الذي تدعو فيه رابطة الصحفيين السوريين إلى توفير الحماية للإعلاميين، وتكريس بيئة آمنة لهم لممارسة مهنتهم بكل استقلالية؛ فإنها ستظل تطالب وتعمل بقوة لتحقيق مبدأ المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب لكل من يرتكب الانتهاكات بحق الصحفيين”.
إلى جانب ذلك احتجزت قوات سوريا الديمقراطية، الناشط الإعلامي أيهم عبد العزيز الخلف، في مدينة البصيرة بريف محافظة دير الزور، بحجة التصوير في المدينة دون إذن.
وأكد مصدر محلي _طلب عدم الكشف عن اسمه_ أن دورية عسكرية تابعة للقيادي في قسد ويدعى “أبو ليث خشام”، أقدمت في الساعة الثانية ظهراً على احتجاز الناشط الإعلامي أيهم الخلف، في مدينة البصيرة، أثناء قيامه بالتصوير عبر هاتفه المحمول.

كما اعتقلت أجهزة أمن النظام السوري الصحفي وضّاح محي الدين في مدينة حلب، دون توضيح أسباب احتجازه، إذ ما يزال قيد الاحتجاز حتى تاريخ نشر التقرير.
كذلك اعتقلت سلطات النظام السوري، الإعلامية هالة الجرف، في مدينة دمشق، على خلفية كتاباتها عن سوء الأوضاع المعيشية وعن الفساد في حكومة النظام السوري، إذ ما تزال قيد الاحتجاز حتى تاريخ نشر التقرير.
ومجدداً تعود السلطات اللبنانية إلى قائمة الجهات المنتهكة للحريات الإعلامية، بعد غيابها لأكثر من عام، باعتقالها للإعلاميين السوريين أحمد القصير والمصور فادي وحيد قرقوز، في مدينة طرابلس، بعد منتصف ليل 29/1/2021، إلى ان أفرجت عنهما بعد نحو 13 ساعة من الاحتجاز، دون توجيه أي تهمة إليهما.
وقال “القصير” للمركز السوري للحريات الصحفية: إن دورية من فرع الاستقصاء في مدينة طرابلس، أوقفتني وزميلي “قرقوز” قرابة الساعة الواحدة بعد منتصف ليل الجمعة، أثناء عودتنا من تغطية الأحداث الحاصلة في المدينة لصالح تلفزيون سوريا، إذ قامت الدورية بالاتصال بالمخابرات العامة والجيش اللذان أوعزا للدورية بتركنا، بعد أن شاهدوا أوراقنا الثبوتية وبطاقاتنا الصحفية.

وأضاف أن الدورية لم تقم بتركهما، بل قامت بتسليمهما لفرع شعبة المعلومات في مدينة طرابلس، نحو الساعة الواحدة والنصف ليلاً، دون توجيه أي تهمة بحقهما.
وتابع: أن “شعبة المعلومات استقبلتنا بشكل جيد، إذ جلسنا في إحدى مكاتب الشعبة، إلى أن قاموا بطلب النشرة، وبعد الاطّلاع عليها أطلقوا سراحنا نحو الساعة الثانية من ظهر يوم الجمة، دون توجيه أي تهمة لنا”.