رابطة الصحفيين السوريين: الصحافة في سوريا لا تزال تواجه الخطر

أصدرت رابطة الصحفيين السوريين تقريرها للربع الثاني للانتهاكات التي ارتكبت ضد الإعلام في سوريا في الفترة الممتدة من تاريخ الأول من نيسان حتى تاريخ الثلاثين من حزيران العام الحالي.


وتوزعت الانتهاكات الـثمانية على الأشهر الثلاثة الماضية، إذ شهد شهر أيار توثيق 4 انتهاكات، فيما شهد شهر نيسان توثيق انتهاكين، وانتهاك واحد في حزيران، في حين ارتكب الانتهاك الأخير في تشرين الأول 2023.


ووثق المركز السوري للحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين خلال الربع الثاني من عام 2024 وقوع 8 انتهاكات ارتكبت ضد الإعلام في سوريا توزعت بالاعتداء بالضرب على إعلاميين، واعتقال واحتجاز إعلاميين آخرين، إذ اعتدت عناصر أمنية تابعة لهيئة تحرير الشام، بالضرب على الإعلامي عمر حاج قدور، أثناء تغطيته للاحتجاجات في مدينة إدلب، كما تعرض لمحاولة دهس من قبل ذات الجهة بعد ثلاثة أيام من الحادثة الأولى، في أثناء تغطيته للاحتجاجات في مدينة بنش بريف إدلب. كذلك اعتدت عناصر أمنية من هيئة تحرير الشام، بالضرب على الناشط الإعلامي أحمد أبو حمزة، في أثناء عودته إلى مدينة جسر الشغور بريف إدلب، وذلك على خلفية تغطيته للاحتجاجات في إدلب.


إلى جانب ذلك اعتقلت السلطات اللبنانية، الناشط الإعلامي مهند الزعبي، بعد الانتهاء من إجراء مقابلة ثانية مع القنصلية الفرنسية في بيروت، وأفرجت عنه بعد 6 أيام من احتجازه.
كما احتجزت عناصر أمنية تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطيPYD، في مدينة الرقة، الإعلامي عبد الله الخلف، أثناء تغطيته لوقفة احتجاجية لفلاحين ومزارعين شهدتها مدينة الرقة ضد قرار تسعير القمح الصادر عن الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا، وأطلقت سراحه بعد مدة قصيرة. بينما احتجزت عناصر من الشرطة العسكرية في الجيش الوطني السوري التابع للمعارضة السورية، الناشط الإعلامي صالح الفارس، المعروف بـ “أبو شام”، في مدينة عفرين شمالي حلب، أثناء تغطيته الميدانية في المدينة، إلى أن أفرجت عنه بعد عدّة ساعات.
وفي السياق، اعتدت عناصر أمنية ترتدي الزي العسكري تتبع لتحرير الشام، على سيارة الإعلامي محمد مفيد عبيدو، وسرقوا معداته الصحفية، أثناء تواجده في مدينة أريحا لتغطية الاحتجاجات المناهضة للهيئة في المدينة.
وخلال الربع الثاني من 2024، وثق المركز إصدار دائرة النفوس التابعة للنظام السوري، شهادة وفاة بحق الصحفي السوري سامر الأحمد، رغم أنه ما زال حياً، وذلك على خلفية نشاطه الصحفي المناهض لسياسات النظام السوري.


للمرة الثانية في العام الحالي..هيئة تحرير الشام في صدارة المنتهكين


وبذلك يكون الربع الثاني قد شهد تطابقاً لناحية أعداد الانتهاكات الموثقة خلال الربع الأول من العام الحاليّ، إلا أنهما اختلفا لناحية ازدياد وتيرة حالات التضييق على الحريات الإعلامية والتي شهدت تصاعداً ملحوظاً في الربع الثاني من 2024.
وحلّت هيئة تحرير الشام على رأس الجهات المنتهكة خلال الربع الثاني من عام 2024 للمرة الثانية خلال العام، وذلك بمسؤوليتها عن ارتكاب 4 انتهاكات، بينما كانت قوات حزب الاتحاد الديمقراطي PYD مسؤولة عن ارتكاب انتهاك، ومثله كانت مسؤولة عن ارتكابه المعارضة السورية، كما كان النظام السوري مسؤولاً عن ارتكاب انتهاك واحد، في حين كانت السلطات اللبنانية مسؤولة عن ارتكاب الانتهاك الأخير بحقّ إعلامي سوري.


وفي سياق المتابعات الدورية للمركز السوري للحريات الصحفية، بشأن حالة الحريات الإعلامية في سوريا، والتضييق المستمر ضد الإعلاميين، رصد المركز خلال الأشهر الثلاثة الماضية من العام الحاليّ، 5 حالات تضييق ضد الحريات الإعلامية، ارتكبت بحق إعلاميين في سوريا، ولم يوثقها المركز أو يدرجها في سجلاته كونها لا تشكل انتهاكاً ضد إعلامي في طبيعتها، فيما رصد المركز حالة واحدة من الانتهاكات، إلا أن المركز لم يدرجها في سجلاته، كونها خارج معايير ومنهجية المركز، التي يتبعها في توثيق الانتهاكات ضد الإعلام في سوريا.


بدوره أكد إبراهيم حسين رئيس المركز السوري للحريات في رابطة الصحفيين السوريين، أن الصحافة في سوريا لا تزال تواجه الخطر حيث يتعرض الصحفيون لضغوطات وانتهاكات متزايدة من قبل النظام السوري والقوى المسيطرة على الأرض في سوريا.


وقال حسين: “إن تقييد حرية التعبير وفرض الرقابة على الإعلام يعرقلان بشدة قدرة الصحفيين على أداء عملهم بكفاءة ونزاهة، حيث نشهد تراجعاً كبيراً في مستوى التقارير الإخبارية المستقلة، مما يؤثر على حق المواطنين في الحصول على المعلومات الصحيحة.”
وبين حسين “أن هناك حاجة ماسة لدعم المجتمع الدولي للصحفيين السوريين لحماية حرية الإعلام في البلاد وضمان أن يتمكن الصحفيون من العمل دون خوف أو تهديد”.

للاطلاع على التقرير كاملاً اضغط هنا

أو يمكن تصفحه على موقعنا

تقرير-الربع-الثاني-لعام-٢٠٢٤