أكد المشاركون والمشاركات في منتدى الإعلام المستقل الذي أقامته رابطة الصحفيين السوريين بالتعاون مع منظمة فري برس انلمتيد بجلستين متزامنتين في كل من مدينتي إعزاز وإدلب بأن الواقع السوري بحاجة بشكل ملح إلى تأسيس وسائل إعلام مستقلة ودعمها للوصول إلى تغطية متوازنة تضمن حق الجمهور بالمشاركة والمساءلة بعيداً عن أي أجندات.

وتمحورت جلسات المنتديين الذين حضرهما أكثر من ٣٦ صحفياً وصحفية وناشطون في منظمات المجتمع المدني حول أهمية استقلال الإعلام، وما هي الطرق التي من شأنها الوصول لإعلام سوري محلي مستقل؟ من خلال نقاشات مفتوحة بين المشاركين وفق جدول أعمال المنتدى.

تضمنت الجلسة الأولى من المنتديين، التطرق إلى ماهية القضايا الأساسية التي يتعامل معها الإعلام المستقل على المستوى المحلي؟ وماهية القضايا الجوهرية التي يجب أن يتعامل معها وأبرز التحديات التي تواجهه.

واستكمل الحوار في الجلسة الثانية، بالتركيز على قضايا الشباب والمرأة، بينما ركزن الجلسة الثالثة، على إيجاد الحلول والخطوات العملية لتطوير الإعلام المستقل، واستعراض القضايا الأكثر أولوية على المستوى السوري.

  • الإعلام المستقل..الاستسلام ليس خيارًا مطروحًا

وقالت رئيسة رابطة الصحفيين السوريين مزن مرشد إن سعي الإعلام البديل والمنظمات النقابية التي تأسست بعد عام ٢٠١١ للوصول إلى إعلام مستقل هي عملية تراكمية وتشاركية تستند إلى عدة محاور أولها تدريب الصحفيين وتحسين البيئة القانونية للإعلام؛ وبذل الجهود لدعم استدامة الوسائل الموجودة؛ والتدريب على الوعي الإعلامي لدى الجمهور؛ والتدريب على الإعلام الرقمي ودمجه؛ وتطوير البنية التحتية؛ فضلًا عن الرصد والتقييم للمحتوى.

وأكدت الصحفية مزن مرشد أن الاستسلام ليس خياراً مطروحاً أمام الإعلام المستقل رغم التحديات الكبيرة حيث عملت رابطة الصحفيين السوريين بالشراكة مع منظمة فري برس على هذه المحاور ووصلت إلى نتائج مهمة تعزز الصحافة الأخلاقية ودعمت شراكات منظمات المجتمع المدني مع الإعلام المستقل وهو ما سيزيد من مصداقيته ويساهم لاحقاً في بناء قاعدة جماهيرية قد تساهم في ضمان الاستقلالية المادية.

  • المنتدى..مساحة حوار ضرورية في ظل تحديدات جمة

برأي كاترين أحمد ميسرة المنتدى الذي عقد بإدلب أن المنتدى ساهم بإيجاد مساحة للحوار ومناقشة القضايا التي تهم الإعلام السوري المستقل وتعكس أولوياته.

وبيّنت “أحمد” أن السؤال الأساسي حول ماهية وجود إعلام مستقل في سوريا كان بداية جيدة يؤسس عليها لاسيما أن المشكلة الأساس تتحدد بعدم معرفة الإعلام لجمهوره والتركيز على احتياجاته والاتجاه بشكل أكبر للعب دور الرقيب والسلطة الرابعة لافتة إلى أن المشاركين خلصوا في نهاية الجلسات إلى أن سيناريوهات الحل السياسي في سوريا هي من ستحدد استمرارية الإعلام المستقل وعلى الصحفيين ووسائل الإعلام على حد سواء التحضر لهذه السيناريوهات، أما عن مستقبل قدرته التأثيرية فيعتمد على المهنية في تحديد الجمهور المستهدف وحجمه ونوعه، والمهنية في الإدارة المالية، وتطوير مفهوم العمل الصحافي تماشياً مع التطورات في العالم.

  • طموحات لإيجاد أرضية صحية لإعلام محلي مستقل

ميسر المنتدى في مدينة إعزاز ورئيس مجلس إدارة ميثاق شرف أحمد العبسي، قال إن الحوار في المنتدى كان تشاركياً يهدف إلى تحديد مفهوم الإعلام المستقل عن طريق الحوار والمناقشات بين المشاركين، والقضايا المهمة التي يجب أن يتطرق إليها، وكيف يتناول الإعلام المستقل قضايا المرأة والشباب، إضافةً إلى أبرز التحديات التي يجب أن تواجه الإعلام المستقل على المستوى المحلي.

“إن لم تك قابلة للتطبيق في واقعنا الحالي نطمح أن تكون حجر أساس في المستقبل القريب” هذا ما قاله الإعلامي عبد الحميد حاج محمد، حول المخرجات التي تم تسجيلها بعد نقاشات مطول بين المشاركين.

وأكد أن الاجماع حول أهمية الإعلام المحلي المستقل من قبل الصحفيين في شمال غربي سوريا نقطة قوة وركيزة انطلاق لتحقيق هذا الهدف، مضيفاً أن مثل هذه الورشات تساعد في تطوير الأفكار وتحويلها لفعل حقيقي ملموس على أرض الواقع.

وفي السياق ذاته بين محمد الصطوف منسق منتدى الإعلام المستقل أن هذه المخرجات تدخل ضمن رؤية الرابطة المستقبلة لتطوير قطاع الإعلام في سوريا، مؤكداً أن الرابطة ستعمل بكل الطرق المتاحة لتحقيق هذه المخرجات وجعلها حقيقة،

وأكد الصطوف أن الرابطة لها طموح كبير في إيجاد أرضية صحية لإعلام محلي مستقل عبر استكمال هذه التجربة الجديدة وتطويرها من أجل الوصول للأهداف المشتركة بين الصحفيين والرابطة.