أكد المشاركون في مشروع تمكين الذي تقوم به رابطة الصحفيين السوريين أن المشروع أسس لمرحلة مهمة بالتعاون بين منظمات المجتمع والمؤسسات الإعلامية السورية المستقلة،
وأضاف المشاركون في المشروع أنه طرح أفكاراً مهمة لاسيما في دورتي التواصل اللا عنفي وصناعة المحتوى الحساس للنوع الاجتماعي.
هذا وكانت الرابطة قد أنهت في وقت سابق دورة التواصل اللا عنفي التي حاضر فيها المدرب جورج طلاماس ودورة صناعة المحتوى الحساس للنوع الاجتماعي التي حاضرت فيها المدربة جوليا جمال بمشاركة أكثر من عشرين مؤسسة مجتمع مدني ومؤسسات إعلامية مستقلة سورية.
– التواصل اللا عنفي..دور مهم في كسر الحواجز الوهمية التي فرضت على السوريين من سلطات الأمر الواقع في مختلف المناطق السورية
المدرب جورج طلاماس من جهته قال إن الدورة شهدت تفاعلاً كبيراً حيث تعرف المشاركون لأول مرة على مفهوم التواصل اللا عنفي وضرورة عدم حمل أفكار وأحكام مسبقة ونمطية قبل حوار الآخر حتى لا تكون نتيجة التواصل سلبية، بل يجب أن يكون التواصل مبنياً على منهجية واضحة من رصد الحالة وتحديد الرسالة والطلب وتحديد مهل زمنية واضحة للرفض أو القبول فضلاً عن تأكيد الاحترام المتبادل والإنساني وإظهار التضامن مع الآخر.
وأضاف طلاماس أن الدورة ستنعكس على المنظمات المشاركة داخلياً وخارجياً وطريقة إدارتها لموظفيها والمتطوعين معها وجمهورها ومعرفة ميولهم الحقيقية، وتلبية احتياجاتهم الأساسية بعيداً عن حسابات “الترند” التي باتت تفرضها وسائل التواصل الاجتماعي، فضلاً عن تمكينها للعمل بشكل جماعي مع مؤسسات المجتمع المدني الأخرى والتكامل والتعاون معها لترك أثر حقيقي على أرض الواقع.
وأشار المدرب جورج إلى أن مشروع تمكين والدورات التي تضمنها كالتواصل اللا عنفي مهمة لنا كسوريين لكسر الحواجز الوهمية التي فرضت عليهم بسبب سلطات الأمر الواقع في مختلف المناطق السورية، وهو ما يضمنه التواصل اللا عنفي للوصول إلى سوريا دولة القانون والتعددية التي تصان فيها الحريات والحقوق.
البعد عن التحيز والتمييز والتمثيل المتوازن أساس لصناعة محتوى مهني عن النوع الاجتماعي
بدورها قالت المدربة جوليا جمال إن هذه الدورة ساعدت على وضع المحددات الرئيسية للمحتوى الإعلامي الخاص بالنوع الاجتماعي والخروج من نمطية التأنيث فقط إلى التأكد من عدم وجود أي تحيز أو تمييز في المحتوى والتمثيل المتوازن والشامل في كل التفاصيل الديموغرافية والثقافية والقدرات الإنسانية والجسمية والجنسانية وفق معايير يجب أن تكون موجودة لدى كل مؤسسة.
وبينت المدربة جوليا أن كثير من المؤسسات الإعلامية ومؤسسات المجتمع المدني فشلت بإنشاء هذا المحتوى ليس بسبب قلة المعرفة، بل بسبب غياب التدريب ووجود أفكار وقوالب مسبقة تكرس التمييز بين الجنسين بدل التقديم بشكل متوازن.
وأكدت جوليا أن مشروع تمكين الذي تنفذه رابطة الصحفيين السوريين نجح بإكساب المنظمات هذه الخبرة والمزج بين تدريبات الجندر وصناعة محتوى النوع الاجتماعي وتأهيل كوادر لإنتاج هذا المحتوى على مستوى عال من المهنية وفق ومعايير ومنهجية واضحة تراعي أيضاً رجع الصدى عبر عمليات الرصد وتقييم الأداء لتحسين المحتوى الحساس للنوع الاجتماعي.
رابطة الصحفيين السوريين..دور مهم في تطوير آليات التواصل بين المؤسسات الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني والجمهور
بدوره قال يدن الدراجي مدير البرامج في رابطة الصحفيين السوريين، إن الرابطة استطاعت تطوير آليات التواصل بين المؤسسات نفسها والجمهور المستهدف عبر مجموعة من الدورات وآخرها التواصل اللاعنفي وصناعة المحتوى الحساس للنوع الاجتماعي بما ينعكس إيجاباً على واقعها ويرفع معايير ومنهجية العمل لتكون أكثر مهنية.
وأكد دراجي أن مشروع تمكين بنسخته الأولى والثانية نجح عبر عامين ببناء الثقة بين مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الإعلام المستقل لتصبح العلاقة تبادلية تشاركية ، ويكتسب المجتمع قوته وتماسكه بفعلها بما أنه يضم مجموعة من المؤسسات التي تستطيع أن تخلق مناخا للتعاون والمشاركة بفاعلية.
من جانبه يتفق مدير العمليات في ميثاق شرف للإعلاميين السوريين مثنى سفان على أن مشروع تمكين لم يركز على تطوير المهارات الإعلامية والصحفية والمهنية للمشاركين فحسب، بل ساهم بتعزيز مهاراتهم وتطوير استجابتهم لمواضيع مهمة كمكافحة خطاب الكراهية والتمييز والتواصل اللا عنفي وكيفية صناعة المحتوى الحساس للنوع الاجتماعي، وهو مهم برأيه في بيئة صعبة ومعقدة كسوريا.
بالتوازي مع ذلك أكدت المتدربة أسيل أن دورتي التواصل اللا عنفي وصناعة المحتوى للنوع الاجتماعي انعكستا بشكل إيجابي على عملها في قطاع الإعلام والترجمة وإنتاج قصص أكثر احترافية تلامس الواقع الإنساني بمهنية.
بينما أشارت أسيل إلى أن مستوى المدربين وخلفياتهم المهنية ساعد بالتفاعل مع المعلومات المعطاة التي خرجت عن الجمود رغم أن الدورة كانت تنقل عبر خدمة زووم.
على نحو مماثل قالت المتدربة شذا محمود إن مشروع تمكين مميز وخصوصاً من حيث المحتوى الذي ارتقى ليكون برنامجاً تدريبياً متكاملاً للمشاركين من المؤسسات الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني خصوصاً مع المشاريع التي سيشتركون في إعدادها في نهاية التدريبات.
وأضافت شذا أن التدريبين الأخيرين ساهما بالتطرق لمواضيع حساسة وتبادل وجهات النظر فيها وإعطاء أمثلة تدريبية تبين الغاية من التواصل اللا عنفي وكيفية صناعة المحتوى للنوع الاجتماعي بطرق أكثر واقعية.