اختتمت رابطة الصحفيين السوريين دورة مكافحة خطاب الكراهية المقررة ضمن مشروع تمكين 2، والتي حاضر فيها الدكتور كمال بديع الحاج عميد كلية الاعلام بدمشق سابقاً بمشاركة متدربين من نحو ٢٠ مؤسسة إعلامية ومؤسسة مجتمع مدني سورية.

وركزت الدورة في هدفها العام على تأهيل المتدربين من مؤسسات الإعلام المستقل والمجتمع المدني على مواجهة ومحاربة خطاب الكراهية وتعزيز القيم الإيجابية والتسامح والتعايش السلمي في المجتمع.

وتطرق المدرب في محاور التدريب إلى التعرّف على خطاب الكراهية وكيفية التحرِّيض على العنف وكيفية التمييز بين حرية التعبير وخطاب الكراهية وآليات وأساليب محاربة خطاب الكراهية عبر الإعلام المستقل وأهمية توعية الجمهور بالأخبار والعناوين الإعلامية المثيرة للجدل وكيفية التعامل معها.

مشروع تمكين…بداية جادة لبرنامج متكامل لمكافحة خطاب الكراهية وتفعيل حملات المناصرة

المدرب الدكتور كمال الحاج أكد أن مشروع تمكين الذي تشرف عليه رابطة الصحفيين السوريين من المشاريع الفعالة والمهمة في تمكين وتعزيز وتطوير المهارات اللازمة عند العاملين في المنظمات والهيئات والمؤسسات من جهة والإعلاميين من جهة أخرى، وتزويدهم بأساليب مكافحة ومواجهة خطاب الكراهية، لافتاً إلى أن الدورة كانت فرصة مهمة لنقاش فعال مع المتدربين بهذا الخصوص ليطوروا بالتوازي آليات تشبيك تنسق لحملات مناصرة بالشراكة بين مؤسسات الاعلام المستقل والمجتمع المدني وتوليد أفكار جديدة تماشي تطور خطاب الكراهية الذي ينتشر كالفيروس في الهواء.

وأشاد الحاج بدور رابطة الصحفيين السوريين بالدفاع بشكل عملي وفعال عن حرية الصحافة والصحفيين في سوريا عبر دوراتها ونشاطاتها، فضلاً عن تعزيزها معايير المهنية الصحفية وتبادل الخبرات وتدريب وتوجيه الصحفيين لكيفية التعامل مع قضايا حساسة كقضية محاربة خطاب الكراهية.

بدورها قالت مزن مرشد رئيسة رابطة الصحفيين السوريين، إن الرابطة استطاعت بلورة مشروع مهم سيتطور ليكون برنامجاً متكاملاً في إطار تطوير عمليات التشبيك بين المؤسسات الإعلامية والمجتمعية السورية والمؤسسات الدولية. فضلاً عن تكريس المهنية الصحفية عند الصحفيين والعاملين في المكاتب الإعلامية للمنظمات.

وأضافت مرشد أن دورة مكافحة خطاب الكراهية كانت من أنجح الدورات في مشروع تمكين بسبب النقاش الذي بني على أسس علمية ومهنية ودراسة أعدت سلفاً من قبل المحاضر استعرضت خطاب الكراهية الموجه من الإعلاميين والناشطين وقادة الرأي السوريين في وسائل التواصل الاجتماعي.

في ذات الإطار أكد عضو رابطة الصحفيين فادي شباط أن مشروع تمكين أكد بشكل عملي على حرص الرابطة على إشراك أعضائها بمكافحة خطاب الكراهية وتزويدهم بكل الأدوات اللازمة وخصوصاً الصحفيين الموجودين في الداخل وتركيا.

وقال شباط إن مشروع تمكين أكسب أعضاء رابطة الصحفيين والمشاركين الآخرين من مؤسسات أخرى إعلامية ومجتمعية معارف جديدة تساعد على تفعيل حملات مناصرة بعيداً عن الأساليب التقليدية التي أصبحت غير فعالة وخصوصاً لمكافحة خطاب الكراهية الذي بات خطراً يهدد المجتمعات وخصوصاً تلك التي تستضيف اللاجئين أو تلك المشحونة سابقاً طائفياً ومناطقياً تحت تأثير حروب سابقة أو حالية.

تشبيك وشراكة فعالة

بدورها قالت المشاركة بالدورة هبة الله سليمان من منظمة سوريانا الأمل، إن مشروع كمشروع تمكين هو بداية مؤثرة وفعّالة في مجتمعات اختفت فيها الرقابة والمعايير المهنية وأصبحت تساهم بقصد أو دون قصد بانتشار خطابات الكراهية، وهي النقطة التي انطلقت منها الدورة بالتعريف بخطاب الكراهية وتقديم تطبيق عملي لنماذج خطاب كراهية.

وبينت سليمان أن الخبرات التي اكتسبها المشاركون بمشروع تمكين ستؤثر بشكل إيجابي وفعّال على مساعدة الإعلام المستقل للحد من التعصب والعنف والكراهية وتجاوز الأخطاء التي كانوا يقعون فيها سابقاً وتؤدي لنتائج عكسية غذت خطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي.

على الجانب الموازي يقول معن بكور من منظمة بنفسج إن رابطة الصحفيين السوريين تمكنت عبر خبرتها من تطوير مشروع نسق وشبّك بشكل لافت بين منظمات المجتمع المدني والإعلاميين على مواضع حساسة مهمة على رأسها مكافحة خطاب الكراهية.

وأكد بكور أن المشاريع التي ستقدم في نهاية تمكين ٢ بين المنظمات المشاركة الإعلامية والمجتمعية ستكون بداية مهمة لتشبيك أعلى بينها سيضغط عبر استمرار هذه الشراكة على صناع القرار وقادة الرأي لإنهاء خطاب الكراهية والعنف والحد من الانتهاكات ضد حقوق الإنسان وحرية التعبير في البلاد.